نحو سلوك استهلاكي مثالي في رمضان

دأبت وسائل الاعلام العربية وبكل أسف على تصوير شهر رمضان المبارك على أنه شهر للتسلية والتفنن في الطبخ, وإذا أخذنا الجانب الإقتصادي من الموضوع نرى بأن شركات الأغذية سخرت كل طاقاتها واعلاناتها لتسويق منتجاتها وبأكثر كمية في هذا الشهر بالذات وحث المستهلك على اتباع نمط استهلاكي وصورته بأنه عادة اجتماعية رمضانية يجب ان تكرس في مجتمعاتنا الخليجية و العربية, من جهة اخرى فاننا كمستهلكين وفي ظل موجة الغلاء التي تجتاح البلد والبلدان المحيطة قلة منا من وضع امامه خطة اقتصادية قد تحد من إرهاق ميزانيته إذا اخذنا بالاعتبار ضعف الرقابة وحماية المستهلك من قبل الجهات الرسمية.
المطلوب منا كمستهلكين معرفة احتياجاتنا حتى نتجنب النزف في ميزانياتنا, من هنا جاء الاهتمام بدراسة سلوك المستهلك [1] .
كثير من الناس في العالم ينظم احتياجاته الحياتية وفقا لـ (هرم ماسلو) وهل تحققت كل ضرورات الحياة وفقا للهرم المذكور لنبدأ بالمبالغة في الاسراف بأشياء قد تعتبر كمالية؟
يلاحظ أن طريقتنا الاجتماعية في الاستهلاك الغذائي تميل الى نوع من الاسراف والترف, ليس المطلوب أن نضع هرم ماسلو نصب أعيننا ونجدول حياتنا عليه لنعرف ما هو مهم وضروري لنا وما الذي يأتي تاليا, فقط نحتاج الى قليل من الذكاء لاننا بمجرد أن نكون في وسط السوق سنكون في حكم المستهلكين -فعليين أومتوقعين- وسيطبق علينا التجار احكام سلوك المستهلك بأساليب الدعاية ووسائل الجذب المختلفة ولن يكون امامنا مجال للمرور بخطوات عملية الشراء كما يعرفها خبراء التسويق الا دفع النقود وربما الاحباط لاحقا بسبب عدم الرضا.
لكن ماهي هذه الخطوات؟ هي كما يعرفها خبراء التسويق اولا الشعور بالحاجة ثم جمع المعلومات ثم تقييم البدائل ثم عملية الشراء واخيرا شعور ما بعد الشراء, ليس المطلوب من كل فرد مستهلك المرور بكل هذه الخطوات عند شراء كل سلعة لكن ماهو مطلوب هو تقييم الذات وضبط النفس أمام كل مؤثر دعائي وأهم من ذلك معرفة الاحتياجات, يجب ان نعرف اننا جزء من هذا العالم والازمة العالمية لا بد أن تلقي بظلالها علينا لذا يجب أن تدفعنا هذه الأزمة لسلوك استهلاكي حسن لأن الوقت هذا للإدخار ولا مجال لملئ كروش التجار الذين لا تلوح في افقهم أي رحمة على أبواب الشهر الفضيل فضلا عن باقي شهور السنة.
جعله الله شهرا مباركا عليكم وأعانكم الله على صيامه وقيامة وكل عام وأنتم بخير.

0 comments:

Post a Comment